نزل المطر و اتى الشتاء و عام مضى و عام قادم
ان المطر يكلمني ..يذكرني يقول لي عليك تذكر هذا لا يجوز نسيانه
فكل قطرة كانت تحمل معها ذكرى
فالقطرات تتساقط على رأسي و على شعري لتذكرني بظلام الليل الحالك الذي كنت به اختبر احساسي
و التي تسقط على عيني تذكرني بنظراتي التي تلاحقه
و التي تسقط عل شفتي لتعود بي لأول كلمة خاطبته بها
و التي تسقط على يدي لتذكرني بأجمل تصادم بين يديه و يدي
و القطرة التي تمايلت بين أناملي لتذكرني بأجمل كلمات كتبتها عنه
اما القطرة التي نزلت الى قدمي لتذكرني بلحظات كنت اجري بها لرؤيته
و هناك قطرات لامست ما هو أبعد و اعمق من الجوارح
القطرات التي عزفت على اوتار قلبي و تلألأت على شرايينه
اما القطرات التي داعبت احاسيسي كما تداعب الام وليدها
فكانت اعمق من أن تترجمها كلمات و يلفظ بها قلم
و انا بين هذه الذكريات كغيمة تائهة وسط شوارع السماء
هل أقوى على نسيانه؟؟؟ هل استطيع شطبه من خرائط تفكيري؟؟؟
أقسم انه لوكان بحرا او نهرا لجففته
و لو كان مدنا او قرى لأبدتها
و لو كان غابات لأحرقتها
و لو كان واديا لملأته بالحصى
ولكنه اكبر من ذلك انه جبل شامخ لا أقوى النظر اليه و لا يصل بصري لقمته ...